كتب احمد عبدالله
بداية الحكاية
غزالة (40 عاما)، تقيم في محافظة البحيرة، شمالي مصر، وزوجها يعمل مزارعا بالأجرة اليومية. سبق أن رزقت غزالة بـ3 بنات، وبحسب الاطباءفإنها لن تنجب ثانية، وهيأت حياتها على هذا الأمر، وإذ فجأة شعرت بأعراض الحمل، ليلقي عليها الطبيب بهذا النبأ: في رحمها 9 أطفال.
وقالت غزالة لموقع “اخبار بلدنا” كانت صدمة، وكأن الدنيا توقفت بي عند هذه اللحظة، لم أعلم ماذا أفعل، وكيف سأدبر معيشة 12 طفلا دفعة واحدة، ولكن قدرة الله فوق كل شيء”.
محاولة لإجهاض حملها
وأضافت: “عرض عليا أحد الأطباء حقن الأطفال لتتم عملية الإجهاض، وترك طفلين أو ثلاث فقط، وفعلا ذهبت للمستشفى في الشهر الثالث من الحمل، لكنه طلب مني 4 آلاف جنيه للعملية، ولم أكن أملكهم، ففوضت أمري لله، وتركت حملي على ماهو، فتوفي اثنان منهم وبقي 7”.
في آخر شهور الحمل، كان زوجها يشتري لها حقنة بـ 200 جنيه مصري، رغم سوء الأوضاع المادية، لتوسيع بطنها، حتى يستطيع الأطفال التحرك بداخلها، إلى أن تمت الولادة في الشهر الثامن بأحد مستشفيات محافظة الإسكندرية.
رفض بيع طفل
“ولادي حتة من لحمي”، هذا كان رد غزالة عندما عرضت عليها سيدة شراء إحدى بناتها مقابل دفع أموال لها وعمارة سكنية، ولكنها فضلت أن تعيش وتكافح من أجل أطفالها على أن تبيع أحدهم، مضيفة أن زوجها تشاجر مع مدير المستشفى، ورفض بيع ابنته مقابل المال.
وحين شعر الوالدن بعدم الأمان من هذا الموقف، وهي في المستشفى وقت الولاده استعانت بضابط الشرطة، الذي بدوره أعد لها حراسة تأمن غرفتها حرصا على عدم سرقة أحد من أطفالها.
وعرضت أسرة سعودية على غزالة وزوجها السفر إلى السعودية، وستتكلف الاسرة بكافة احتياجاتهم والتزاماتهم، ورغم ضيق المعيشة رفضا ترك بلدهم والسفر للخارج.
موقف الأهالي
وسألنا غزالة عن نظرة الأهالي لها وهي أم لـ 10 أطفال، تجيب غزالة بنبرة امتنان: “الأهالي في منطقتنا كانوا سعداء بي وبأطفالي، ووقفوا بجانبي وأنا في المستشفى، وكانوا يتوالون على زيارتي”.
وحاليا، يدرس الأبناء العشرة في مراحل تعليمية مختلفة، والتواءم الـ 7 في فصل دراسي واحد، مؤكدة أنها لن تمنع أحد من الدراسة.
وتستكمل غزالة حديثها قائلة: “أعاني أنا وزوجي من مرض السكري، ولم نجد له وظيفة دائمة تضمن دخلا دائما لنا بدل دخله المتقطع بالأجرة اليومية الذي لا يتعدى مجموعه 3 آلاف جنيه شهريا، بخلاف أن أحد الأطفال أجرى عملية فى القلب وواحدة تعاني ضمور فى المخ.