كتب : احمد عبدالله
أكد الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف ، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه بإنشاء منصة إلكترونية خاصة بالوزارة من أجل إضافة استراتيجية جديدة على هذه المنصة لتشتمل على أربعة محاور رئيسة لتجديد الخطاب الديني.
جاء ذلك خلال استقبال وزير الأوقاف عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمقر وزارة الأوقاف بالعاصمة الإدارية الجديدة ، لبحث عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك و توقيع بروتوكول تعاون بين الوزارتين.
وأشار الأزهري إلى أن المحور الأول من المنصة الإلكترونية والذي يشكل أهمية قصوى لنا يكمن في خدمتنا للوطن كمسئولين، وإطفاء نار الفتن من خلال مواجهة فكرية جادة في كل ما يتعلق بمفاهيم الفكر المتطرف، والاستمرار في مواجهة الإرهاب والتطرف.
وأضاف وزير الأوقاف أن المحور الثاني هو مواجهة التطرف اللاديني المتمثل في تراجع القيم والأخلاق مثل مواجهة الإلحاد، والإدمان، والانتحار، والتنمر، والتحرش، والزيادة السكانية، وارتفاع معدلات الطلاق، وفقدان الثقة، مواجهة شاملة لكل مظاهر التراجع القيمي والأخلاقي من خلال نشر الوعي بين المصريين لقيم الإسلام السمحة، وهذه المهمة تقع على عاتق الخطباء وأئمة المساجد والدعاة داخل مصر وخارجها، فينبغي أن تحتوى الخطب والدروس على جرعة أخلاقية عالية من القيم، لنواجه بها الأزمات الاجتماعية أو أي سلوك قيمي منحرف.
أما فيما يتعلق بالمحور الثالث فأوضح وزير الأوقاف أنه يتعلق ببناء الإنسان وبناء الشخصية المصرية، مؤكدًا أنه يسعى لجعل أحد أهم اهتمامات الدعاة كيفية خطاب المصريين بما يرسخ ويقوي ويثبت معنى شخصية الإنسان المصري الواثق بنفسه الشغوف بالعلم والشغوف بالعمران والواسع الأفق والمنتمي لوطنه.
وأشار إلى أن المحور الرابع هو صناعة الحضارة ويختص بكل ما كان في تاريخ المسلمين من مظاهر الإبداع والاختراع والاكتشاف في الطب، والفلك، وعلوم التشريح، وعلوم البستنة، وتنظيم الحدائق، وعلوم الحياة، وعلوم الحضارة، فعندنا كتاب ألف اختراع واختراع من التراث الإسلامي، كما لدينا كتاب عمالقة العلوم التطبيقية في الإسلام.
وأكد الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف أنه يريد أن تحقق المنصة هذه الأهداف الأربعة الاستراتيجية لوزارة الأوقاف، بأن تكون رقمية تفاعلية احترافية لخدمة المحاور الأربعة، منصة تخاطب الناس بلغة وبأسلوب يناسب العصر، وتحتوي وثائق متعددة وتفاعل مباشر، كما يتم نشر كل الإنتاج العلمي المتميز، ورسائل الماجستير، والدكتوراه للسادة الأئمة، والتعريف بمساجد مصر العريقة وكل من تولى وزارة الأوقاف عبر التاريخ وانجازات هؤلاء العلماء، نحتاج في هذه المنصة إلى وجود إطلالات وواجهات على كافة شبكات التواصل الاجتماعي، لأن الميدان الحقيقي الذي تختطف فيه العقول، ويتم شحن شخصية المصريين للتشاؤم أو الإحباط والسلبية هو السوشيال ميديا، إضافة إلى الاهتمام بالطفل وتقديم التعليم الترفيهي من خلال وسائط متعددة منها ألعاب الجيمز المليئة بقيم الرحمة والتسامح والإبداع، بديلا للألعاب التي تعد مكونا أوليا لبذرة العنف، هذه المحاور الأربعة هي أقسام المنصة الرقمية، أربعة أقسام واضحة ومحددة، ليكون كل قسم منها قائم بمحور من محاور الوزارة.
من جانبه أكد الدكتور عمرو طلعت على أن هناك العديد من مشروعات التعاون المشترك بين الوزارتين والتي تستهدف تقديم الدعم التكنولوجى لوزارة الأوقاف من أجل تمكينها من أداء دورها البالغ الأهمية بشقيه الدعوي، والاقتصادي الإداري؛ موضحا أنه تم الاتفاق على فتح آفاق جديدة للتعاون المشترك بين الوزارتين من خلال تنفيذ عدة مشروعات والتي من أبرزها مشروع إنشاء منصة رقمية تفاعلية تضم محتوى عن الدين الإسلامي يشمل خطب وكتب وغيرها من أشكال المحتوى؛ بحيث يستفيد منه المواطنون وخاصة الشباب ولكى تكون مقصد وسطى مستنير يأخذ بكل من العلم الديني والتكنولوجيا.
وأضاف أنه سيتم بناء تطبيق على الهاتف المحمول، كما سيتم نشر المحتوى من خلال مقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف تيسير الوصول إلى المواطنين؛ كذلك ستضم المنصة محرك بحث مدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي؛ منوها إلى أنه من المقرر توقيع بروتوكول بين الوزارتين بشأن التعاون في تنفيذ هذه المنصة.
وأشار إلى أن التراث المصري المتعلق بالإسلام الخاص بالأزهر الشريف ووزارة الأوقاف يعد أحد مصادر القوى الناعمة لمصر؛ موضحا أنه يمكن التعاون بين الوزارتين في تنفيذ مشروع للترجمة باستخدام الذكاء الاصطناعي يتم من خلاله ترجمة المحتوى الخاص بوزارة الأوقاف من اللغة العربية إلى مختلف اللغات بهدف إتاحة المعرفة ونشرها فى مختلف دول العالم وتكريس القوى الناعمة لمصر؛ موضحا أنه يمكن التعاون فى تنفيذ مشروع لاستخدام تقنيات التعرف الضوئي على الوثائق المكتوبة بخط اليد.
وذكر الدكتور عمرو طلعت أبرز مشروعات التعاون القائمة بين وزارتي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والأوقاف لتمكين وزارة الأوقاف من تحقيق التحول الرقمي ومنها مشروع رقمنة عملية تلقى تبرعات صكوك الأضاحي، ومشروع رقمنة أطلس وزارة الأوقاف، بالإضافة إلى التعاون في تنفيذ مشروع حصر وإدارة املاك وأصول الدولة لتمكين وزارة الأوقاف وهيئة الأوقاف لمصرية من إدارة أملاكهم على نحو كفء.
وأوضح أنه يتم التعاون أيضا بين الوزارتين في تنفيذ مشروع يستهدف ميكنة خدمات وزارة الأوقاف وإطلاقها على منصة مصر الرقمية ، وذلك في ضوء تعاون وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع كافة قطاعات الدولة لرفع كفاءة منظومة الخدمات الحكومية باستخدام تكنولوجيا المعلومات، وإتاحة الخدمات الحكومية الرقمية للمواطنين.
وأوضح أنه في إطار المرحلة الأولى للمشروع فقد تم الانتهاء من رقمنة تطوير خدمات التبرع، واصدارات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وحجز الملحقات، والالتحاق بالمراكز الثقافية، موضحا أنه جارى العمل في تنفيذ المرحلة الثانية من هذا المشروع والتي تشمل رقمنة عدد من الخدمات الأخرى وهى خدمات حجز دور المناسبات، والقرض الحسن، والسداد الإلكتروني للملحقات.
ولفت إلى التعاون بين الوزارتين بشأن إتاحة المحتوى الثقافي لوزارة الأوقاف على بوابة تراث مصر الرقمي وذلك في ضوء قيام وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بإنشاء وإدارة بوابة للمحتوى الثقافي المصري يتم من خلالها إتاحة كافة أنواع المحتوى الثقافي بهدف استدامة الريادة الثقافية المصرية والحفاظ على الهوية المصرية.
وفي ختام الاجتماع تم توقيع بروتوكول التعاون المشترك بشأن “مشروع بوابة تراث مصر الرقمي” والتي ضمت حتى الآن 94 إصدارًا لوزارة الأوقاف، تهدف إلى الحفاظ على تماسك المجتمع وإعلاء قيمه وعاداته وتقاليده الحميدة، منتهجة تبني خطاب ديني معاصر ورصين؛ بما يحقق الرسالة والأهداف بمنأى عن التعصب والكراهية.
وقع البروتوكول من جانب وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السيد المهندس رأفت هندي نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لشئون البنية التحتية، ومن جانب وزارة الأوقاف السيد اللواء عمرو فاروق شكري الوكيل الدائم لوزارة الأوقاف.