كتب : احمد عبدالله
بعد مرور أكثر من 17 شهرًا، مَحصت خلالها هيئة المحكمة أوراق القضية وأحاطت بظروفها وبأدلة الثبوت التي قام عليها الاتهام، ثم قضت حكمها بمعاقبة سيدة وعشيقها، بإعدام شنقًا لاتهامهما بقتل زوج المتهمة الأولى، وزوجة المتهم الثاني.
وجاء بأمر إحالة المتهمين «ماجدة .ع»، 31 عامًا، تعمل خادمة، «كامل .ح»، 42 عامًا يعمل حارس عقار، متضمنًا قيامهما بقتل المجني عليهما «هناء .ي»، «نبيل .م» مع سبق الإصرار والترصد.
ترصد «بوابة الأهرام» في ذلك التقرير تفاصيل مقتل رجل وسيدة بمنطقة العمرانية على يد زوجة الأول وزوج الثانية، وذلك منذ لحظة وفاتهما لحين صدور حكم الإعدام ضد المتهمين بارتكاب الجريمة.
لم تفكر «ماجدة» كثيرًا فيما تريد فقد حددت هدفها جيدًا، وهو الزواج من عشيقها مهما كانت المعوقات، حيث أعمتها شهوتها وأغلقت قلبها على حبها الحرام، دون أن تُشغل بالها بزوجة هذا العشيق التي كانت صديقتها المقربة، ولا حتى بزوجها هي شخصيًا، ومن ثم قررت أن تتخلص من الجميع في سبيل عشقها الممنوع.
اتفقت صاحبة الـ 31 عامًا مع عشيقها على خطة محكمة تجمعهما في منزل واحد، تبدأ بقتل زوج ماجدة، وتنتهي بقتل زوجة عشيقها «هناء» لكن بعد أن نفذت ماجدة نصيبها من الخطة، فوجئت بأن عشيقها لم ينجز مُهمته.
ورغم أن علاقة ماجدة وهناء بدأت منذ 4 سنوات، حين كانا يعملان معاً كخادمتين، وتحبان بعضهما بشدة، إلا أن ذلك لم يمنع ماجدة من أن تقرر هي تولى زمام الأمور، وتنهي ما بدأته بقتل صديقتها المقربة.
وبعد ساعات من وقوع الجريمة التي تمت مع نهاية شهر مارس عام 2021، التقت «بوابة الأهرام» بـ «وهيب» زوج شقيقة المجني عليها، ليروي تفاصيل جريمة القتل البشعة، التي راحت ضحيتها «هناء» بعدما عقد زوجها «كامل» العزم على قتلها بمشاركة عشيقته.
«كامل قرر ينهي حياة مراته بعد جواز 18 سنة» .. هكذا بدأ زوج شقيقة القتيلة حديثه، مُكملًا: فالزوج لم يضع أبناءه الثلاثة في اعتباره، ليجدوا أنفسهم حاليًا بلا أب وبلا أم.
ويواصل حديثه: بدأت الجريمة بعلاقة عشق بين «ماجدة» وكامل زوج صديقتها «هناء يوسف»، وسقطا سويًا في علاقة غير شرعية، لتتوالى الأحداث تباعًا عندما حولت الزوجة منزل الزوجية لممارسة المتعة الحرام، واستمرت علاقتهما طويلًا، قبل أن تشعر هناء بوجود خطب ما في علاقة زوجها وصديقتها، حينها قرر العشيقان أن يتخلصا من زوجيهما المخدوعين.
وفي مايو 2020، قرر العشيقان تنفيذ الجزء الأول من الخطة بالتخلص من زوج ماجدة، الذي يكبرها بـ26 عامًا، يعمل «شيف»، حيث أحضر العشيق «حبوب حفظ الغلال»، السم الذي وضعته الزوجة لزوجها في المشروب، ليلقي مصرعه في الحال.
وكمن اعتاد ممارسة الإجرام وتقلب في الحرام على كل وجه، مثلت الزوجة دورها ببراعة وأقنعت الجميع بأن زوجها مريض بفيروس كورونا، وبعدها اتصلت بالشرطة، وجرت مراسم الدفن بصورة طبيعية، لينجح الجزء الخاص بها.
لكن بدأت المشكلة حينما بدأ عشيقها في المماطلة، وتهرب من تنفيذ جانبه من الاتفاق بقتل زوجته، وطالبت ماجدة بتنفيذ اتفاقهما، لكنه لم يفِ بوعده، حينها قررت العشيقة أن تدبر لصديقتها مكيدة لتستكمل الخطة بنفسها، وتتخلص منها، حتي تفوز بالعشيق.
استدرجت ماجدة صديقتها بمكالمة هاتفية من رقم مجهول، بعدما أوهمتها بأنها تريد تنظيف شقتها وأعطتها عنوانا لشقة فارغة، لتوافق «هناء»، وهي لا تعلم أنها تتجه لحتفها.
وما أن وصلت هناء إلى الشقة، باغتتها ماجدة بالضرب علي رأسها باستخدام «حجر» أعدته مسبقا، حتي فارقت الحياة، ثم وضعتها بحقيبة سفر كبيرة، واستعانت بسيارة تاكسي في نقلها إلي جانب سور دائري الطالبية، وتركت الجثة بالمكان وبجانبها هاتفها المحمول، ثم انصرفت.
وتوصلت تحريات فريق البحث المشكل برئاسة قطاع الأمن العام، وبمشاركة ضباط الإدارة العامة لمباحث الجيزة، عن أن وراء ارتكاب الواقعة صديقتها، وعقب تقنين الإجراءات تم استهدافها وضبطها، كما تم ضبط المتهم الثاني.